تسأل قارئة: كيف يتم تصنيف درجة الورم عند الإصابة بالسرطان؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور وائل غانم أستاذ جراحة الأطفال جامعة عين شمس قائلا:
إن استخدام نظام تصنيف درجة الورم يستخدم فى تحديد درجة تمايز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية بناء على مظهرها تحت المجهر، أى تحديد درجة شذوذ الخلايا الورمية بالنسيج المتسرطن مقارنة بالخلايا الطبيعية، ويستخدم تعبير التمايز (differentiation) لوصف مدى التماثل بينهما فى المظهر المجهرى وبالتالى فى أداء الوظائف، و من هنا فتحديد درجة التمايز يعطى فكرة واضحة عن السلوك الحيوى للخلايا الورمية من حيث شدتها وسرعة نشاطها، أو ما يمكن تسميته بالعدوانية أو الشراسة.
ومن المعتاد بشكل عام استخدام تصنيف يتكون من أربعة درجات، حيث بالمستوى الأول تُدرج الخلايا الورمية الواضحة التمايز ( well-differentiated)، والتى تعتبر الأقل شراسة نسبة إلى سلوكها الحيوى، وفى هذه الحال يُعد الورم من الدرجة الدنيا (low-grade umor)، وعلى النقيض من ذلك تُدرج بالمستوى الثالث والرابع الأورام ذات الخلايا قليلة التمايز عن الخلايا السليمة أو غير المتمايزة (undifferentiated)، والتى تعتبر الأكثر شراسة فى سلوكها الحيوى، ويعد الورم من الدرجة العليا (high-grade tumor).
ومن هنا يمكن تلخيص نظام تصنيف درجة الأورام حسب الدرجات التالية:
درجة مجهولة ( GX ): حيث يتعذر تقييم مدى تمايز الخلايا الورمية، وهنا يُعد الورم بدرجة غير معرّفة أو غير محددة (Undetermined grade).
درجة 1 ( G1): حيث التمايز واضح و محدد، و يُعد الورم من الدرجة الدنيا.
درجة 2 ( G2): حيث التمايز واضح بشكل معتدل (Moderately)، وهنا يُعد الورم من الدرجة المتوسطة أو المعتدلة (Intermediate grade).
درجة 3 (G3): حيث التمايز قليل الوضوح (Poorly differentiated )، و يُعد الورم من الدرجة العليا.
درجة 4 (G4): حيث الخلايا غير متمايزة (ndifferentiated )، و يُعد الورم من الدرجة العليا.
ومع أن أنظمة تصنيف درجات الأورام تُستخدم عند معظم أنواع السرطان، غير أنها مهمة بصفة خاصة عند أورام معينة، مثل الأورام الدماغية، والأورام الليمفاوية، وأورام الأنسجة الرخوة، إضافة إلى أورام الثدى والبروستاتة لدى البالغين.
التصنيف المرحلى ( Staging)
ويتمثل التصنيف المرحلى للأورام فى استخلاص المعطيات لتحديد الكمّ السرطانى الموجود بالجسم ومواضع تركزه، حيث من الضرورى معرفة هذه المعطيات لتخطيط المعالجات، وللتأكد من تلقى المريض للعلاج الملائم حسب نوع الورم المشخص، مع التحسب للسلوك الذى قد ينتهجه السرطان تجاه المعالجات، فمثلا قد تبدأ معالجة ورم ما من النوع الصلب وبالمراحل المبكرة بإجراء جراحة استئصالية مع استخدام العلاج الإشعاعى بجرعات معينة، بينما قد يتطلب نفس الورم فى مراحل متقدمة استخدام العلاج الكيماوى إضافة إلى ذلك.
ويتركز التصنيف المرحلى حول الورم الأصلى المشخص دون الأورام الثانوية، ويتعلق بتوفير كافة المعطيات حول حجم النسيج الورمى، ومدى نموه عبر الأنسجة المجاورة، ومدى انتقاله خصوصا إلى الغدد الليمفاوية المتاخمة لموضع نشوئه، إضافة إلى مدى انتشاره وانتقاله إلى مواضع وأعضاء حيوية أخرى مجاورة أو بعيدة.
ويستخدم الأطباء أربعة وسائل للاستدلال، بُغية توفير المعطيات المطلوبة لتحديد مدى امتداد السرطان بمواضع مختلفة، و فى فترات زمنية مختلفة وهما:
التصنيف بالتشخيص السريرى ( Clinical-diagnostic staging ): أى المعطيات المستخلصة عن الكمّ السرطانى مما يمكن للطبيب رؤيته وتحسسه، وتحديده بالفحوصات السريرية، والاختبارات التصويرية مثل الأشعة السينية، والتحاليل المخبرية.
التصنيف بالتقييم الجراحى (Surgical-evaluative staging ): أى استخلاص المعطيات عبر العمل الجراحى سواء الاستكشافى أو الخزع الجراحى أو كليهما.
التصنيف عقب المعالجة الجراحية ( Post-surgical-treatment pathologic staging ): أى تحديد تصنيف المرض عقب العمل الجراحى، بتفحص النسيج الورمى مباشرة وتفحص خلاياه مجهريا.
تصنيف المعالجات المُعادة ( Re-treatment staging): أى استخلاص المعطيات عن امتداد المرض عند البدء بمعالجات إضافية أو مختلفة كليا، ولنفس الورم.
وبطبيعة الحال تختلف أنظمة التصنيف باختلاف أنواع الأورام، إذ يصنف البعض بدرجات رقمية والبعض حسب موضعه وانتقاله.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع